التربية بالقدوة الحسنة               عملي وعملكم                كلّا إنّها كلمة هو قائلها                 الله والتغيير                التربية بالقدوة الحسنة                القرآن وتربية الإنسان                 الشّباب ووقت الفراغ               لا عجلة في التعذيب               التقوى والنظر لغد               الإمام علي أعلم الأمّة               
  الرئيسية
  من نحن ؟
  من خدماتنا
  مواقع مهمة
  كشوف مالية بمساعداتنا
  المكتبة
  أنشطتنا
  المساهمات الخيرية
  الركن الاجتماعي
  أسئلة وأجوبة
  معرض الصور
  بحوث ومقالات
  اتصل بنا
 
عدد الزوار
165646
الركن الاجتماعي > ركن المرأة > بحوث ومقالات تهم المرأة
 
 
المرأة المسلمة في مواجهة التحديات المعاصرة
مكتب الشؤون الفقهية بأوقاف اللواتية - 2014/01/14 - [المشاهدات : 2117]
 

المرأة المسلمة في مواجهة التحديات المعاصرة

لا شك أن المرأة المسلمة الملتزمة بأحكام خاتم الأديان وتعاليم القرآن الكريم تجد بعض الصعوبات في الوسط المعاصر، لأنه وسط منحرف فإذا أرادت أن تحافظ على تعاليم السلام فأنها تواجه العديد من التحديات والصعوبات والمشاكل.

والتحديات التي تصادفها على أنواع وأصناف منها:

أولاً: تحديات الأسرة المنحرفة:

هذا الانحراف يشكل جوّاً ضاغطاً عليها ولنأخذ مثالاً، البنت الملتزمة في ظل أسرة منحرفة، تريد أن تلتزم بتعاليم الإسلام وأحكام القرآن الكريم وأن تكون معطية لله سبحانه وتعالى، ولكنها تلتفت فتجد أبوين غير ملتزمين أو أخوة أو أخوات غير ملتزمات لتجد البيت كله مشحوناً بأجواء غير إسلامية، أجواء خانقة ضاغطة معاكسة لها. تريد أن تكون متحجبة مطيعة لله ومطبقة لشريعته لكنها لا تجد في الوسط الأُسري ما يشجعها على ذلك. بل بالعكس تجد في الأسرة من يحاربها لتدينها ربما أمها أو أبوها وربما أخوتها. إن هذا يشكل لوناً من أشكال التحدي الصارخ لها.

مثل آخر الزوجة الملتزمة المطبقة لأحكام الله والخاضعة لأوامره فهي إذا عاشت في ظل أسرة منحرفة فإنها تعاني من بلاء قاس وتحد شديد وخاصة إذا كانت زوجة لرجل فاسق لا يريد تطبيق أحكام الله؛ ولا يطيق لزوجته بأن تطبقها.

ثانياً: تحديات الأعراف الاجتماعية الفاسدة:

لا شك أن المجتمعات مشحونة بأعراف وتقاليد وعادات غير إسلامية، وكثير منها موجود في مجتمعات المسلمين رغم أنه غير إسلامي. مثلاً ظاهرة السفور والتبرج التي أصبحت عرفاً في كثير من مجتمعاتنا، فالمنتسبات للإسلام أيضاً انتشرت عندهن هذه الظاهرة الفاسدة الدخيلة مع انه من المفروض أن يلتزم نساء المسلمين وبناتهم بالحجاب الإسلامي. مثل آخر على الأوضاع الفاسدة هو ظاهرة الاختلاط في مجتمعات المسلمين بشكل غير ملتزم. فالإسلام لا يقر الاختلاط بين الرجال والنساء، بين الفتيات والفتيان، بين الشباب والشابات إلا وفق ضوابطه وأحكامه وأعرافه وقيمه وأخلاقياته.

إن ظاهرة الاختلاط المنتشرة اليوم في كثير من المرافق - سواء في المؤسسات الدراسية أو الاجتماعية أو الأسواق والمتاجر أو غير ذلك من مجتمعات المسلمين - هي ظاهرة منحرفة، بشكها الموجود الآن .

مثل آخر من الأوضاع الاجتماعية الفاسدة هي ظاهرة المصافحة بين الرجل والمرأة التي أصبحت عرفاً سائداً. كثير من الناس عندما تقول لهم أن هذه الظاهرة منحرفة وهي سلوك لا يقره الإسلام الذي يحرم على رجل أجنبي أن يصافح امرأة أجنبية، يردون قائلين: ماذا نصنع لقد أصبح هذا شيئاً طبيعياً في المجتمع، ومن يمتنع عن هذا النوع من السلوك يصبح شاذاً! .

ثالثاً: تحديات الاعلام المنحرف:

وسائل الأعلام اليوم هي التلفزيون والإذاعة والصحف والمجلات. وعبرها يتم طرح أفكار مفاهيم ونظريات وتطورات وعادات. هذه الوسائل أصبحت وسائل مهمة جداً فهي مصدر ثقافة لكثير من الناس. إذن كيف تشكل لوناً من ألوان التحدي للمرأة المسلمة؟

لاحظ البرامج في التلفزيون أو الإذاعة، وأبواب الصحف والمجلات وكتاباتها وترى الكثير من البرامج السافرة الصارخة التي تتحدى قيم المرأة المسلمة وتستهدف هدم الأخلاق والمثل. بعضها تحارب ظاهرة الستر والعفاف، وبعضها يدعو الى التبرج والميوعة وبعض آخر الى السفور والاختلاط، وتبين أعراف ومفاهيم بعيدة عن الإسلام، ولا شك أن البرامج التلفزيونية كما قلنا معروضة لكل الناس ومنها المرأة المسلمة. تأتي إلى الصحف والمجلات فترى اتجاهاً خطيراً لدى بعضها هو الذي يضرب على وتر خاص يستهدف حرف المرأة المسلمة عن طريق الإسلام وهدم أخلاقها وإبعادها عن الالتزام بالحجاب والستر والعفاف.

رابعاً: تحديات الثقافة المنحرفة:

هناك أفكار ثقافية تطرح في الوسط النسائي وتتهم الإسلام بأنه يظلم المرأة. مؤلفات معينة تروج لهذه الفكرة المنحرفة، والمرأة المسلمة اذا لم يكن لديها رصيد من الإيمان والوعي والثقافة الإسلامية تنخدع بهذه الادعاءات التي تدعي أن الإسلام لم يعط المرأة حقوقها ولم يحفظ لها كرامتها. هناك ترويج من الغرب لحرية المرأة بشكلها المزيف. أي التحرر من كل الضوابط والقيم والمثل لتصبح المرأة دون عفاف أو ستر أو حياء. هذه المرأة في نظرهم هي المرأة المتحررة، بينما هي امرأة مستهترة تخضع للشهوات، تسرح وتمرح كما تشتهي وتهوى. يريدون طبعاً أن ينقلوا هذا المفهوم الى المجتمعات المسلمة ومع الأسف انخدع به كثير من المسلمات اللواتي تربين في ظل الثقافة الغربية تلك الثقافة الموجودة الآن حتى في بلاد المسلمين ومدارسهم وبرامجهم التربوية.

خامساً: تحديات الموضات والأزياء:

طبعاً هذا ضمن الدعاية المعادية للإسلام والمخططات الاستعمارية لمحاربته، وحرف المرأة المسلمة من لباسها الشرعي. فهم يطرحون في الأسواق أزياء بعيدة كل البعد عن الزي الإسلامي مصنوعة للمرأة في ظل المجتمعات الكافرة. فالزي يمثل مظهراً وظاهرة حضارية معينة، والأزياء المنحرفة والتي تزج في أسواق المسلمين اليوم تتهافت عليها المسلمات. هذه هي النقطة الأولى من البحث وهي ألوان التحدي التي تواجه المرأة المسلمة في ظل الوضع الاجتماعي المعاصر. والآن ما هو موقفها من هذه التحديات؟

 هناك صنفان من النساء. الصنف الأول يستسلم لهذه التحديات والثاني يواجهها. وهناك موقفان: الأول موقف الاستسلام والثاني موقف التحدي، الموقف الأول طبعاً موقف منحرف والمرأة التي تستسلم لهذه التحديات تعتبر امرأة منحرفة مهما كان شكل التحدي أو نوعه، وهذه ظاهرة خطيرة في المجتمع المسلم. لأن المرأة إذا انحرفت معناه هدم للأسرة والمجتمع الذي يتكون من مجموعة أسر، المرأة طاقة من القيم والمثل الكبيرة جداً وإذا انحرفت فهذا يعني انحراف القيم والمثل وبالتالي انهدام أخلاقيات مجتمع بكامله. ولذلك يقولون أنه إذا فسدت امرأة في مجتمع، يفسد المجتمع بكامله. صحيح أن انحراف الرجل له تأثير كبير في انحراف المجتمع ولكن انحراف المرأة أخطر لأنها تصبح بذلك سلعة خطيرة ولذلك جاء في الحديث (النساء حبائل الشيطان) يعني أن الشيطان يقدر أن يستخدم المرأة لحرف الناس وهدم أخلاقيات المجتمع. وحبائل جمع حبيله أي شبكة كتلك التي يستخدمها الصياد ليصطاد طائراً أو حيواناً أو سمكة. والشيطان لديه حبائل ليصطاد بها البشر وأهمها النساء.

ولهذا فأننا نرى أن الاستعمار يركز اليوم على المرأة لحرفها عن اسلامها وافساد مجتمعاتنا بالتالي. ومع الأسف فقد انخدع الكثير من الفتيات والنساء المسلمات بادعاءات الاستعمار ورحن يهاجمن الحجاب ويدعين الى السفور فأصبحن عميلات لهذا الاستعمار مجندات له في الصحف والمجلات. وليس غريباً وفقاً لذلك أن نرى مدرسة أو أستاذة في الجامعة تنادي بالسفور والتبرج وتصف المرأة المحجبة بأنها متزمتة.

إن مفهوم التحضر والتطور في الغرب يعني أن تصبح المرأة معروضة في الأسواق سلعة أو بضاعة للاستهلاك ويريدون أن تصبح المرأة المسلمة كذلك. إذاً ان انحراف المرأة يشكل ظاهرة خطيرة ولذلك جاء في الحديث عن رسول الله "صلى الله عليه وآله" (كيف بكم إذا فسق شبابكم وفسدت نساؤكم وتركتم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قالوا يا رسول الله أيكون ذلك. قال نعم وشر من ذلك، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف). اليوم مجتمعات المسلمين ينطبق عليها هذا الحديث. فالمنكر أصبح معروفاً والمعروف أصبح منكراً في وسط الناس. كثير من الظواهر المنحرفة أصبحت مألوفة، مثلاً الحفلات الفاسدة أصبح الناس ينظرون إليها على أنها غير محرمة. العادات المنحرفة باتت أشياء طبيعية، ولذلك لا تستغرب إذا قلت لشخص ما: هذا عمل محرم لماذا تمارسه، أن يجيبك: هذا شيء عادي وطبيعي. أحياناً أحدنا يمارس المنكر ويحس بتأنيب ضمير في داخله. هذا يرجى منه خير لأن ضميره الإيماني يؤنبه وفي يوم من الأيام سيتخلى عن المنكر. والمرأة السافرة المتبرجة إذا أحست بداخلها بتأنيب ضمير فإنها في المستقبل ستهتدي وتعود الى الله.

الموقف الثاني: موقف المواجهة والتحدي: هناك فئة من المؤمنات المسلمات لا تتأثر بهذه الانحرافات والتحديات بل تواجهها بتحد أقوى. المرأة الصادقة في إسلامها، المؤمنة المخلصة في إيمانها تتحدى الانحراف. والملتزمة بحجابها، والواقع أن المرأة المؤمنة لا تستشعر الضعف اطلاقاً، فلو افترضنا أن هناك جامعة بكاملها كل قتياتها سافرات فإنه يمكن لفتاة واحدة مؤمنة تملك القوة أن تتحدى هذا السفور الجماعي لأن الإنسان المؤمن مشحون بطاقة إيمانية لا تنهزم، إنه يضحك ويسخر من الانحراف، وهذه الفتاة المؤمنة أكبر من الضغوط تواجه التحدي بتحد أكبر، كأنها تعتبر الحياة مرحلة عابرة إلى مرحلة الفوز النهائي للإنسان في الآخرة.

الكسب الحقيقي هو الانسان الذي يصمد على الطريق المستقيم إلى آخر عمره. الظروف قاسية وخانقة وعنيفة أمام المرأة الملتزمة المؤمنة، لكن إرادة الإيمان الحقيقية أكبر بكثير من التحديات، المرأة المؤمنة أقوى. إذا كانت مشحونة بالإيمان لا تعرف الضعف بل تقول أنها تتعرض للبلاء والمحن والشدائد. وهذا في سبيل الله شيء جميل وعذب. لماذا يضحي المؤمنون في سبيل الله بأرواحهم ويستعذبون الموت وهو قاس وشديد على النفس. لماذا يعشقون الشهادة إنه الإيمان الحقيقي، اثنان من أصحاب الحسين "عليه السلام"، ليلة العاشر من المحرم أحدهم جاء يمزح مع الآخر فقال له هذه ليست ليلة مزاح بل ليلة حرب ومعارك والاقدام على الرماح والسيوف فأجابه: والله إنها ليلة المزاح فما هي إلا لحظات ويميل علينا هؤلاء بسيوفهم وندخل الجنة. يعني بيننا وبين الجنة سيف يميل على رقابنا. ما هي إلاّ لحظات ونعانق الحور العين. الإنسان المؤمن يتحمل المشاكل والصعوبات ويراها لذة. فالمرأة المؤمنة المشحونة بالإيمان لا تستسلم أو تخاف أو تجبن أمام التحديات والإنسان المؤمن لا يستوحش إطلاقاً حتى لو كان في الدرب وحيداً لأن الله معه ومن كان الله معه لا يحس بوحشة إطلاقاً ولا بضعف. إن تاريخ المؤمنات تاريخ مشرف والمؤمنات الرساليات واجهن ما واجهن في سبيل المبدأ وتحملن إلى درجة الشهادة، فهل يصح إذا واجهنا ضغطاً أقل وتحديات أخف أن نتراجع ونخاف وننهزم؟ كلا يتوجب أن يكون لدينا شجاعة نفسية، القرآن يضرب لنا مثلاً امرأة فرعون ويقول: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). فرعون كان من كبار الطواغيت في الأرض، وقد ادعى الربوبية بعد أن بلغ به الجبروت والكفر والطغيان حده الأقصى، لقد كان ملكاً وطاغية وجباراً وامرأته آسية بنت مزاحم كان بإمكانها أن تستجيب له وتصبح امبراطورة وملكة البلاط الحاكم ولكنها تحدت هذا الزيف وعرفت أن لذة الدنيا ليس لها قيمة، ما قيمة أن تصبح ملكة وتعيش في قصور وترف، وتحدت فرعون وجبروته وكل قومه، ما الذي جعلها تتحداه وتتحدى الترف بكامله؟ إنه الإيمان، قالت إن قصور فرعون ليس لها قيمة وهي زائلة وهي تريد بيتاً في الجنة تريد أن تبني لها قصراً دائماً. فرعون كان يعذبها بالسياط ويوتد لها الأوتاد ومع ذلك تقول: (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). هذا هو الصمود والايمان وقوة العقيدة والمبدأ، وهكذا يجب أن تكون المرأة المؤمنة على الدوام أمام كل التحديات.

نسأل الله أن يملأ قلوب المؤمنات بالإيمان الصادق وبالصمود والثبات في سبيل العقيدة والمبدأ.(*).

___________________________

(*) المصدر كتاب "كلمات في الأسرة والتربية" للسيد عبد الله الغريفي.

 
جميع التعليقات تمثل رأي كاتبها، ولا تمثل رأي الإدارة
 
الاسم التعليق
أ.د. محمد كاظم الفتلاوي
التاريخ: 2023-12-03

السلام عليكم وحفظكم الله تعالى

موضوع مهم وخطر جدا لا سيما في وقتنا الراهن وانتشار قنوات التواصل الكتروني، مما يوجب حث الخطى لوقاية المرأة المسلمة وفي ذلك صيانة للأسرة المسلمة،،

وليس هذا الكلام من باب الوصاية على المرأة وانما هو من باب الاعتراف بعظمة دور المرأة واثرها الكبير في بناء الاسرة ..

مع خالص الدعاء

الصفحة : 1
 
أضف تعليقاً
الاسم
البريد الإلكتروني
التعليق
من
أرقام التأكيد Security Image
 
 
 
محرك البحث
 
القائمة البريدية
 
آخر المواقع المضافة
موقع سماحة آية الله العظمى السيد محمود الهاشمي الشّاهرودي
موقع سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض دام ظله
 
آخر الصور المضافة
 
آخر الصوتيات المضافة
الإمام المجتبى عليه السلام بين حكم التاريخ وحاكميته
ضوابط قرآنية في حل المشكلات
الإمام الصادق عليه السلام ومحاربة الإنحراف
من ثمار التقوى
وقفات مع علم النفس القرآني
 
آخر الكتب المضافة
العبادة والعبودية
آية التطهير فوق الشبهات
إرشاد الحائر إلى صحة حديث الطائر
حديث الغدير فوق الشبهات
رسالة مختصرة في الفطرة والمشكلة الإنسانية
 
آخر الأسئلة المضافة
س:

  هل یجوز للرجل الزاني الزواج بابنة المراة التي زنا بها؟

ج:

  یجوز والاحوط استحباباً تركه.