التربية بالقدوة الحسنة               عملي وعملكم                كلّا إنّها كلمة هو قائلها                 الله والتغيير                التربية بالقدوة الحسنة                القرآن وتربية الإنسان                 الشّباب ووقت الفراغ               لا عجلة في التعذيب               التقوى والنظر لغد               الإمام علي أعلم الأمّة               
  الرئيسية
  من نحن ؟
  من خدماتنا
  مواقع مهمة
  كشوف مالية بمساعداتنا
  المكتبة
  أنشطتنا
  المساهمات الخيرية
  الركن الاجتماعي
  أسئلة وأجوبة
  معرض الصور
  بحوث ومقالات
  اتصل بنا
 
عدد الزوار
164944
بحوث ومقالات > بحوث ومقالات عامة
 
 
دليل الشريعة في القرآن الكريم
مكتب الشؤون الفقهية بأوقاف اللواتية - 2016/05/11 - [المشاهدات : 984]
 

 دليل الشريعة في القرآن الكريم

إعداد: أسرة البلاغ

1-            التكليف يمنح الحياة قيمتها:

قال تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا) (الأحزاب/ 72).

التطبيق الحياتي: الأمانة هي التكاليف الإلهية التي إذا أطاعها الإنسان دخل الجنّة، أي أنّها تشمل الطاعات والفرائض، والناس إزاء التكاليف قسمان: عصاة وطائعون، الطائعون الذين التزموا القيام بها فأثابهم الله الجنّة، والعصاة الذين أهملوها فاستحقّوا النار، وبالتكاليف تكون الحياة ذات قيمة والإنسان مسؤولاً.

2-التكليف على قدر الاستطاعة:

قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (الأنفال/ 24).
وقال عزّ وجلّ: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (البقرة/ 286).

التطبيق الحياتي: لا يأمر الله تعالى عباده إلا بما يستطيعون الإتيان به، ولا ينهاهم عن شيء إلا إذا استطاعوا تركه، فـ(الكسب للطاعات، و(الاكتساب) للسيِّئات، والدّعاء في الآية ليس منفصلاً، بل هو لجوء إلى الله من السلوك العبثي واللاأبالي إزاء الأوامر والنواهي، ومن التكاليف الشاقّة القاسية التي لا تُطاق.

إنّ الحقيقة التي تقرِّرها الآية هنا: لا يُكلّف الإنسان إلا بمقدار طاقته ووسعه، وعلى ضوء قدرته تتحدّد مسؤوليّته، فلكلٍّ طاقته على عمل الخير، وعليه القيام بما يستطيع منه، ولا يطلب الله منه أكثر من ذلك، لأنّ التكليف فوق الطاقة ظلم، ولا يصدر عن الله العادل ظلم.

3-الرجل والمرأة سواء في التكليف:

قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا) (الأحزاب/ 36).

التطبيق الحيتي: كلا الجنسين مأموران بأداء الفرائض إلا ما ورد فيه استثناءٌ، فلا جهاد على المرأة مثلاً، ولكن جهادها حسن تبعّلها، فهي لم تُعفَ من الجهاد كلِّيّة، بل استبدلت الفريضة بفريضة تتناسب وطبيعة الأنثى.

فالإرادة الإنسانية (ذكراً وأنثى) إذا التزمت بمنهج الله، وآمنت أنّ إرادته في شريعته تُمثِّل الحرِّية والمصلحة الحقيقية للإنسان، فلا إرادة في قبال إرادته التي هي عين مصلحة الإنسان. ولأنّهما سواءٌ في التكليف، كانا سواءً في الأجر والفضل أيضاً.

قال الله جلّ جلاله: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (الأحزاب/ 35).

4-الرُّخَصُ ورفع الحَرَج:

من بين الرخص والإعفاءات التي تحدث عنها القرآن، ما يلي:

أ-رخصة الطهارة:

قال تعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (المائدة/ 6).
ب- الرخصة عند الاضطرار:

قال تعالى: (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النحل/ 115).

والضّرورات تُقدّر بقدرها، أي أنّ تناول المحرّم يكون لرفع خطر الموت فقط.
ت- الرخصة في الصِّيام:

قال تعالى: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (البقرة/ 185).

فلا صيام على المسافر والمريض، بل يقضيانه في وقتٍ لاحق.

ث- الرخصة في الإنفاق:

قال تعالى: (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) (التوبة/ 91-92).

فالإنفاق على القادِر عليه ولا مسؤولية على الضعيف والمريض والمُعسِر.

ج- التقيّة بالتّظاهر بالكفر عند الاضطهاد:

قال تعالى في قصّة (عمّار بن ياسر) حينما أُكْرِهَ على قول كلمة الكفر تحت التعذيب: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ) (النحل/ 106).

لأنّه كفرٌ باللِّسان والقلب عامر بالإيمان، والرخصة هنا للتقيّة.

ح- رخصة وضع الثياب بالنسبة للمسنّات:

قال تعالى: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (النور/ 60).
كونهنّ لا يُسبِّبن إثارة جنسية، وإن كان الاستعفاف أولى.

خ- رخصة المعوقين عن الجهاد:

(لَيْسَ عَلَى الأعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ) (الفتح/ 17).

التطبيق الحياتي: يُطاع الله في رخصه كما يُطاع في عزائمه (فرائضه)، فالتخفيف لطف، والرّفع للتكليف في ظرف المشقّة رحمة، والتشريع – في تقدير حالات العُسْر والضعف – عمليّ وموضوعي يراعي كل حالة خاصة بخصوصيّتها.

فتعذّر حصول الماء للطهارة يُقابله التيمّم بالتراب كبديل عن الوضوء والغسل، أي أنّ التكليف يتحرّك بحسب مصلحة الإنسان ولا يثقل أو يفسد عليه حياته.

والترخيص في أكل الميتة للمضطرّ – بمقدار الحاجة التي تدفعه إلى الاضطرار – رأفةً من الله به ورحمةً بحياته التي يتهدّدها الخطر ولا حلّ لها إلا ذلك.

وفي سقوط الصِّيام عن المريض في مرضه، والمسافر في سفره لطفٌ تشريعيٌّ آخر، هو مراعاة حالة العُسر التي يعيشها المسافر والمريض، إنّه هدية من الله تعالى والهدايا لا تُردّ، فكيف إذا كانت من أكرم الأكرمين؟!

وإعفاء الفقراء من الإنفاق في سبيل الله (كجهاز المقاتل) لعدم تمكّنهم عليه، وتطييباً لخاطرهم جعل إخلاصهم وإحسانهم صَدَقَتَهم في سبيل الله، ممّا يعطيك الإنطباع أنّ الإعفاء ليس كلّياً وإنما هناك بدائل، والبديل لا يقلّ عن الأصيل بل يوازيه وربّما يفوقه، وإعفاء العاجز من الشعور بالإحباط لفتة قرآنية تلائم إحساسه الإنساني.

وفي حالة الضغط والإكراه، رخّص تعالى للمؤمن أن ينطق بكلمة الكفر لساناً وبطريقة ظاهرية، ليبقى معتقداً بإيمانه قلباً، فهذا يُمثِّل واقعيّة الإسلام الذي يجوِّز الانتماء الظاهري للكافرين بغية محاصرتهم في موقع قوّةٍ جديد، أو العمل ضدّهم من الداخل.

أمّا تخفّف النِّساء المُسنّات من الحجاب ووضع بعض ثيابهنّ عن بعض مواضع جسدهنّ، فلأنّهنّ بلغنَ سنّاً لا يرغب أحد معه في الزواج منهنّ، ممّا يظهر أنّ الحجاب بالنسبة للفتيات ستر وحفظ لهنّ ولسلامة المجتمع من الفتنة.

وغنيّ عن البيان أنّ قدرات الأعمى والأعرج والمريض القتالية ليس معدومة أو محدودة فقط، بل قد يكون صيداً سهلاً للعدوّ، الأمر الذي يؤكِّد لنا ما ذهب إليه الشرع الإسلامي من أنّ القدرة أو الاستطاعة هي حدّ التكليف، فإن انتفت انتفى.

المصدر: كتاب دليل الحياة في القرآن الكريم

 
 
أضف تعليقاً
الاسم
البريد الإلكتروني
التعليق
من
أرقام التأكيد Security Image
 
 
 
محرك البحث
 
القائمة البريدية
 
آخر المواقع المضافة
موقع سماحة آية الله العظمى السيد محمود الهاشمي الشّاهرودي
موقع سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض دام ظله
 
آخر الصور المضافة
 
آخر الصوتيات المضافة
الإمام المجتبى عليه السلام بين حكم التاريخ وحاكميته
ضوابط قرآنية في حل المشكلات
الإمام الصادق عليه السلام ومحاربة الإنحراف
من ثمار التقوى
وقفات مع علم النفس القرآني
 
آخر الكتب المضافة
العبادة والعبودية
آية التطهير فوق الشبهات
إرشاد الحائر إلى صحة حديث الطائر
حديث الغدير فوق الشبهات
رسالة مختصرة في الفطرة والمشكلة الإنسانية
 
آخر الأسئلة المضافة
س:

  هل یجوز للرجل الزاني الزواج بابنة المراة التي زنا بها؟

ج:

  یجوز والاحوط استحباباً تركه.