التربية بالقدوة الحسنة               عملي وعملكم                كلّا إنّها كلمة هو قائلها                 الله والتغيير                التربية بالقدوة الحسنة                القرآن وتربية الإنسان                 الشّباب ووقت الفراغ               لا عجلة في التعذيب               التقوى والنظر لغد               الإمام علي أعلم الأمّة               
  الرئيسية
  من نحن ؟
  من خدماتنا
  مواقع مهمة
  كشوف مالية بمساعداتنا
  المكتبة
  أنشطتنا
  المساهمات الخيرية
  الركن الاجتماعي
  أسئلة وأجوبة
  معرض الصور
  بحوث ومقالات
  اتصل بنا
 
عدد الزوار
164717
الركن الاجتماعي > ركن الأسرة > بحوث ومقالات تهم الأسرة
 
 
الصّداقة وأثر الصّديق على صديقه
مكتب الشؤون الفقهية بأوقاف اللواتية - 2020/02/21 - [المشاهدات : 2393]
 

 الصّداقة وأثر الصّديق على صديقه (*)

قال تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} (1).

من أهم العلاقات الاجتماعية علاقة الصدّاقة والصّحبة، فالإنسان بحاجة إلى أصحاب وأصدقاء يجلس ويتحدث معهم، ويأنس بهم وتسكن نفسه إليهم، فلا غنى له عن الصّديق، فهو يعيش مطمئنًا بوجود من يشاطره أحلامه وطموحاته، ويخفف عنه من آلامه ومآسيه، فدور الأصدقاء في حياة الإنسان دور مهم ومحوري، ولقد ورد الحث في النّصوص الشّريفة على إقامة علاقة الصّحبة والصّداقة مع الآخرين، فعن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام» قال: «عليك بإخوان الصّدق، فأكثر من اكتسابهم، فإنّهم عدّة في الرّخاء، وجنّة من البلاء» (2).

وعنه «عليه السلام»: «جمع خير الدّنيا والآخرة في كتمان السّر ومصادقة الأخيار ...» (3).

ولكن ليس كل شخص يصلح أنْ يصادق، فالصّديق له أثر على صديقه، سواء في اتجاهه نحو الخير أو الشر، فمن الممكن أنْ يجعل الصّديق صديقه في منتهى السّعادة، ومن الممكن أنْ يجعله في منتهى التعاسة والشّقاء، فهو يؤثر فيه بسلوكياته وتصرّفاته وأخلاقه، فكما أنّ بعض الأمراض المعدية التي تصيب بدن الإنسان تنتقل من شخص إلى آخر بإحدى وسائل نقل العدوى ومنها الاتصال المباشر مع المريض ومخالطته، فكذلك الأمراض الرّوحيّة الأخلاقيّة تنتقل من شخص إلى آخر بسبب المعاشرة كالصّحبة والصّداقة وغيرها، فالمرء يتأثر بأخلاق وسلوكيات صديقه، فيتلقى منه شيئًا منها سواءً كانت حسنة أم سيّئة، فلذلك على المسلم أنْ يبتعد عن الأشخاص المنحرفين عقائديًّا وسلوكيًّا، حتّى لا يتأثر بهم ويكتسب من أخلاقهم ويصاب بما أصيبوا به من أمراض وعلل روحيّة وأخلاقيّة، فكما أنّ من أهم طرق الوقاية للمنع من انتشار عدوى الأمراض البدنية المعدية وانتقالها من الشّخص المصاب بها إلى الأشخاص الأصحاء هو ابعاد الصحيح عن المريض والمنع من مخالطته، فكذلك من أهم طرق منع انتقال الأمراض الأخلاقية الرّوحية ابتعاد المرء عن مخالطة الأشخاص ممن هم مصابون بهذه الأمراض.

إنّ «أحد العوامل والمؤثرات الاجتماعية التي تؤدّي بالإنسان إلى الابتعاد عن الله سبحانه وتعالى والوقوع في أنواع المعاصي والرذائل هو الرّفيق السّيء، بينما الرّفيق الصّالح عامل مهم في سوق الإنسان نحو الصّالحات والحسنات، وقد ثبت هذا علميًّا وعمليًّا إذْ يتأثر الإنسان من خلال اختلاطه بالمجتمع، حيث إذا عاشر الصّلحاء فسوف يرى الصّلاح والخير، بينما إذا عاش بين أناس لا يعرفون إلاّ المعاصي والرّذائل فسوف يكتسبها منهم شاء أم أبى.

إنّ المحيط الملوث يُمْرض حتّى الإنسان الصّالح الذي تربى بين أبوين صالحين، ابن نوح انزلق في وادي الكفر والفساد بسبب معاشرته للكافرين، بينما إذْ أخذ الكلب يساير الصّالحين فإنّ قيمته سوف ترتفع كالكلب الذي لازم أصحاب الكهف» (4).

ولذلك جاءت النّصوص الشّرعيّة محذّرة المسلم من إنشاء علاقة صداقة مع أشخاص يمتلكون خصالًا سيّئةً، أو ممن يمارسون ذنوبًا مخصوصة منعًا للتأثر بهم والاكتساب من أخلاقهم وأعمالهم وتصرّفاتهم السّيئة، ومن ذلك ما عن النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» أنّه قال: «مثل الجليس الصّالح والسّوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إمّا أنْ يحذيك وإمّا أنْ تبتاع منه، وإما أنْ تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إمّا أنْ يحرق ثيابك، وإمّا أنْ تجد منه ريحًا خبيثة» (5).

وعن الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» قال: «صحبة الأشرار تكسب الشر، كالرّيح إذا مرّت بالنّتن حملت نتنًا» (6).

وعنه «عليه السلام»: «فساد الأخلاق بمعاشرة السّفهاء، وصلاح الأخلاق بمنافسة العقلاء» (7).

وعنه «عليه السلام»: «مصاحبة الأشرار كراكب البحر؛ إنْ سلم من الغرق لم يسلم من الفرق» (8).

وعنه «عليه السلام»: «لا تصحب الفاجر فإنّه يزيّن لك فعله، ويود لو أنّك مثله» (9).

وعنه «عليه السلام»: «احذر مجالسة قرين السّوء؛ فإنّه يهلك مقارنه، ويردي مصاحبه» (10).

وعن الإمام الصّادق «عليه السلام» عن أبيه الباقر «عليه السلام» قال: قال أبي علي بن الحسين «عليهما السلام»: «يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق، فقلت: يا أبه من هم؟ قال: إيّاك ومصاحبة الكذّاب فإنّه بمنزلة السّراب يقرّب لك البعيد ويباعد لك القريب، وإيّاك ومصاحبة الفاسق فإنّه بائعك بأكلة أو أقل من ذلك، وإيّاك ومصاحبة البخيل فإنّه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه، وإيّاك ومصاحبة الأحمق فإنّه يريد أنْ ينفعك فيضرك، وإيّاك ومصاحبة القاطع لرحمه فإنّي وجدته ملعونًا في كتاب الله عزّ وجل في ثلاث مواضع: قال الله عز وجل: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} (11)، وقال:{وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} (12)، وقال في البقرة:{الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (13)» (14).

 فمن ينظر في أسباب انحراف الكثير من الأشخاص وارتكابهم للجرائم والمعاصي من القتل والاغتصاب والزّنا والسّرقة وتعاطي المسكرات والمخدّرات والاستماع إلى الغناء وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم والتقاعس عن أداء الفرائض والواجبات، وغيرها من الذّنوب والآثام يجد أنّ أحد أهم أسباب ذلك هم رفقاء السّوء، ولذلك يفتي الفقهاء بعدم جواز مصاحبة من لا يأمن الإنسان على نفسه إنْ صاحبه من الوقوع في الحرام.

فكم من شخص خسر حياته بسبب ما ارتكبه من جرائم ومخالفات شرعيّة والتي كان السبب وراء ممارسته لها هم قرناء السّوء.

هناك رواية عن النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» يقول فيها: «الوحدة خير من قرين السّوء» (15). فمع أنّ الوحدة لها سلبياتها، إلاّ أنّها أفضل وخير من معاشرة الصّاحب السّيء، الذي لا يأمن المرء على نفسه - إنْ صاحبه - من الانحراف والانجرار إلى أنْ يكون مثله في سلوكياته وأخلاقياته وتصرفاته السّيئة.

إنّ علاقة الصّداقة التي يدعو الإسلام إليها هي تلك العلاقة القائمة على الإيمان والتقوى والمودّة والمحبّة والصّدق والتّعاون والوفاء والإيثار والاهتمام بالصّديق والصّاحب، ومشاركته في أفراحه وأتراحه، وغيرها من المفاهيم السّامية التي هي أساس كل علاقة راقيه بين النّاس، فكأنّ الصّديقين نفسًا واحدةً في جسمين مختلفين، فهكذا علاقة تكون مبنيّة على أسس صحيحة، فتعطي ثمارها إيجابيًّا على الفرد والمجتمع، فيكون لها الأثر الفعّال في ترويح النّفس وبثّ الهدوء والطمأنينة في كيان الفرد، كما أنّها أساس لتقوية الرّوابط والعلاقات الاجتماعية، وإيجاد روح التّكافل والتّعاون والتّعاضد بين أبناء المجتمع.

إنّ خير الأصحاب والأصدقاء هو من يعين صاحبه وصديقه على أمور الآخرة (16)، هو ذلك الشّخص المؤمن المتّقي، الذي يحمل في نفسه المحبّة والمودّة لصاحبه وصديقه، ويتعامل معه بالصّدق قولًا وفعلًا، ويهتم به كما يهتم بنفسه، ويكون له مرآة، يأخذ بيده إلى الخير، ويبعده عن الشر، يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر، وهو من يغفر زلّات صاحبه ويستر عورته وينشر محاسنه ويدفن مساوئه، وإنْ احتاج إلى عونه ومساعدته أعانه وساعده، بل ويؤثره على نفسه، وهذه السّمات لا تكون إلاّ في المؤمنين المتّقين، فهم من ينتفع المرء بصحبته وصداقته لهم، ومن لا تنقطع معهم هذه العلاقة، قال تعالى:{الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} (17).

«ثمة فرق كبير بين رفيق يريد صلاحك وهدايتك ورفع مستواك الأخلاقي والعلمي والتّربوي والاجتماعي، ويحاول أنْ يسدّ عثراتك ويدفع بها إلى الكتمان بعيدًا عن الأنظار، وإذا أصبت بنكبة تراه ماثلًا بين يديك يبذل في الصّعاب ماله، ويقي بنفسه عرضك ومالك ودمك، فهؤلاء كالمسك مجالستهم بركة، ومصاحبتهم خير ونعمة، ورفقتهم مفخرة..

وصنف آخر مخالطتهم داء عضال ووباء ودمار، فهم سم ناقع، وبلاء واقع، القرب منهم أعدى من الجرب، تجدهم يشجّعون على المعاصي والمنكرات، ويفتحون لمن جالسهم أبواب الشّر والفساد، وهم الرّفقة السّيئة التي ما عرفت حق الصّحبة ولا الرّفقة، فيحاولون بقدر ما أوتوا من قوّة أنْ يدمّروا رفاقهم ويمتصّوا دماءهم ويهتكوا أعراضهم ويسلبوا مالهم، فهؤلاء صحبتهم دمار، ورفقتهم خسارة في الدّارين الدّنيا والآخرة» (18).   

ثم إنّ من أهم المسؤوليات الملقاة على عاتق الوالدين تجاه أولادهما مسؤولية التّربية بقسيمها البدني والرّوحي، ويذكر علماء التّربية مجموعة من العوامل المؤثرة في التّربية الرّوحية والسّلوكية للأبناء ومنها الأصحاب والأصدقاء، ولكن كما ذكرنا سابقًا أنّ الصّحبة والصّداقة سلاح ذو حدّين، فقد تنتج من الآثار ما يكون سلبيًّا، بحيث يصل الأمر إلى حدّ أنْ يدمّر الأصدقاء بعضهم البعض، وذلك عند عدم حسن الاختيار، فمثلًا قد يجد الفتى بعض أصدقائه يردد أمامه ألفاظًا بذيئة خارجة عن حدود الأدب أو مما يندرج تحت مفهوم الفحش من القول، فيرددها ويتلفظ بها مجاراة لأصدقائه ورفاقه، وقد يجد بعضًا من رفاقه يمارس سلوكًا مشينًا في نظر الدّين والعرف، فيمارس ذلك مثلهم، أو قد يغريه بعضهم بالمشاركة معه في تعاطي بعض المواد المسكرة أو المخدّرة، فينحرف مثلهم ويسلك سلوكهم ويمارس ما يمارسونه من جرائم وأخطاء ومخالفات شرعيّة.

 يقول صاحب كتاب «الأخلاق ودورها في بناء الفرد ورقي المجتمع»: «تلعب جماعة الرّفاق دورًا بالغ الأهميّة في اكتساب الناشئ القيم والأخلاق، نظرًا لأنّها تضم جماعة متناسقة من حيث العمر، ومن ثم يتمكن الناشئ من اكتساب خبرات وقيم معيّنة لا يمكن اكتسابها داخل الأسرة أو غيرها من مؤسسات اجتماعية، وتنجح جماعة الرّفاق في نقل قيم وأخلاق متميزة للأقران، كما يمكنها أنْ ترسخ قيمًا سائدة، ويمكنها أنْ تحطّم قيمًا سائدة أيضًا» (19).

لذلك على الوالدين التنبه إلى خطورة مسألة الأصحاب والأصدقاء بالنسبة لأبنائهم ذكورًا كانوا أم إناثًا، فمراقبتهما لهم ومعرفة من يصادقون ويصاحبون هو أمرٌ في غاية الأهميّة، فلو أنّهما غفلا عن ذلك فلن تجدي تربيتهما لهم نفعًا حتى لو بذلا قصارى جهدهما ليسلكا بهم طريق الاستقامة والخير فإنّه سيأتي رفقاء السّوء ليسلكوا بهؤلاء الأبناء طريق الشّر، وبالتالي سيبوء كل جهد الوالدين بالفشل الذّريع.

«فقد دلّت الأبحاث على أنّ درجة اعتماد الأبناء وبالخصوص المراهقين على رأي زملائهم أو تأثرهم بتوجيههم تختلف باختلاف مدى ونوع الاهتمام الذي يتلقونه من الوالدين، فالمراهقون الذين يفشل آباؤهم في توفير ما يحتاجون إليه من حب ورعاية أو الذين يفتقدون آباءهم لتغيّبهم عن المنزل بسبب أو بآخر يكونون أشدّ ميلاً إلى الاعتماد على جماعة الرّفاق» (20).

يقول أحد الشباب: «أرسلني والدي للدّراسة الجامعيّة في إحدى البلدان، وكنت محافظًا، وفي ذلك البلد تعرّفت على مجموعة من الطلاّب من نفس بلدي، وكانوا بعيدين عن الدّين وقيمه، إذْ كانوا يشربون الخمور، ويمارسون الفحشاء. وفي يوم من الأيّام دعوني للذّهاب معهم إلى إحدى النّوادي الليليّة، فذهبت معهم، وفي ليلة أخرى دعوني إلى حفل فذهبت، وطلبوا منّي أنْ أشرب الخمر فشربت، وبعد فترة من الزّمن أصبحت كواحدٍ منهم، وهكذا كانت نتيجة مصادقتي لقرناء السّوء، وإهمالي لموضوع اختيار الأصدقاء» (21).

انظروا كيف أنّ هذا الشّاب الذي كان محافظًا ولمّا أنّه لم يحسن اختيار أصدقائه فصاحب من ليس لهم التزام بدين ولا أخلاق وقيم حسنة، وقع بسبب قرناء السّوء في ارتكاب معصية شرب الخمر، وقد يكون مارس بسببهم ذنوبًا ومعاصي ومخالفات شرعية أخرى، فعليكم أيّها الآباء وعليكن أيتّها الأمهات أنْ لا تغفلوا عن أبنائكم، فالواجب عليكم أنْ تقوموا بالمسؤولية الشّرعية والأخلاقية والاجتماعية الملقاة على عاتقكم تجاههم على أكمل وجه.

فكلّما حرص الوالدان على أنْ يكون أبناؤهما مع رفاق قد تربّوا على الخير والصّلاح والأخلاق الحسنة الفاضلة، وأبعداهم عن صحبة السّيئين والمنحرفين كان ذلك عونًا لهما على تربيتهم وتنشئتهم على ما يريدون من الخير والصّلاح.

ومن أجل توعية الأبناء وتحذيرهم من قرناء السّوء على الوالدين إلفات نظرهم إلى تجارب الآخرين وحالات الانحراف التي تعرّض لها أشخاص عديدون بسبب علاقات الصّداقة السّيئة، ولو وجدت تجارب حيّة قريبة يعلم عنها الأبناء فلا بأس من إلفات نظرهم إليها، فإنّ ذلك يكون أكثر تأثيرًا فيهم لإبعادهم عن أمثال تلك العلاقات المنحرفة.

إنّه لمن المؤسف جدًّا أنْ تجد بعض الآباء قد تخلّى عن مسؤولية تربية أبنائه، فأهمل تربيتهم روحيًّا وأخلاقيًّا حتّى فسدوا، وبالتالي فلا بد من أنْ يقف أمام محكمة الضّمير والمجتمع والدّين حيث سيكون نصيبه النّدم وتأنيب الضمير، وهو عقاب شديدٌ إيلامه، ونظرات الاستهجان والاستحقار من المجتمع ومن ثم وقوفه أمام محكمة العدل الإلهية لينال جزاء تخلفه عن هذا الواجب وإخلاله بهذه المسؤولية التي أوجبها الله تعالى في كتابه بقوله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (22).

__________________

(*) المصدر كتاب "محاضرات في الدّين والحياة ج 2" للشيخ حسن عبد الله العجمي.

(1) الزّخرف: 76.

(2) الشّاهرودي، مستدرك سفينة البحار 1/27.

(3) عبّاس القمّي، سفينة البحار 5/19.

(4) محسن قراءتي، آثار الذنوب، صفحة 121.

(5) البغوي، تفسير البغوي 6/28.

(6) الرّيشهري، ميزان الحكمة 5/33.

(7) الرّيشهري، ميزان الحكمة 5/15.

(8) الرّيشهري، ميزان الحكمة 5/45.

(9) الشوكاني، فيض القدير ٥/746.

(10) الرّيشهري، ميزان الحكمة 5/25.

(11) محمد: 22 -32.

(12) الرعد: 52.

(13) البقرة: 72.

(14) الكليني، الكافي 2/773.

(15) الرّيشهري، ميزان الحكمة 5/25.

(16) ينقل أنّ الحواريين سألوا عيسى «عليه السلام» فقالوا له: من نجالس؟ فقال لهم: «من تذكركم بالله رؤيته، ويزيد في عملكم منطقه، ويرغبكم في الآخرة عمله». «ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق 74/354».

(17) الزخرف: 76.

(18) عبد العظيم المشيخص، الانحرافات الاجتماعية مشكلات وحلول، صفحة 433.

(19) الأخلاق ودورها في بناء الفرد ورقي المجتمع، صفحة 951.

(20) فاطمة الخويلدي، العلاقة مع الوالدين إلى أين؟، صفحة 66.

(21) فن التعامل مع النّاس صفحة 893 - 993.

(22) التحريم: ٦.

 
 
أضف تعليقاً
الاسم
البريد الإلكتروني
التعليق
من
أرقام التأكيد Security Image
 
 
 
محرك البحث
 
القائمة البريدية
 
آخر المواقع المضافة
موقع سماحة آية الله العظمى السيد محمود الهاشمي الشّاهرودي
موقع سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله
موقع سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض دام ظله
 
آخر الصور المضافة
 
آخر الصوتيات المضافة
الإمام المجتبى عليه السلام بين حكم التاريخ وحاكميته
ضوابط قرآنية في حل المشكلات
الإمام الصادق عليه السلام ومحاربة الإنحراف
من ثمار التقوى
وقفات مع علم النفس القرآني
 
آخر الكتب المضافة
العبادة والعبودية
آية التطهير فوق الشبهات
إرشاد الحائر إلى صحة حديث الطائر
حديث الغدير فوق الشبهات
رسالة مختصرة في الفطرة والمشكلة الإنسانية
 
آخر الأسئلة المضافة
س:

  هل یجوز للرجل الزاني الزواج بابنة المراة التي زنا بها؟

ج:

  یجوز والاحوط استحباباً تركه.